و في جهة أخرى، بعدما انتهت والدتي من تحصين المنزل مع (راين) و إبقائه مشغولاً أكثر، رنّ الهاتف الأرضي بينما كانا يحتسيان بعض القهوة الساخنة بجانب نار المدفئة، فذهبت والدتي بسرعة للإجابة عليه و عيناها لازلت على (راين) الذي كان ينظر إلى الجبل من النافذة منذ جلوسهما.
حملت سماعة الهاتف لتقول: "مرحباً، من معي؟ ".
"مكتب الإدارة المدرسي، هل هذه الآنسة (جاسمين)؟"، أجاب.
"نعم هذه أنا، عل هناك خطب ما؟ " ، سألت والدتي ٠
"نعم، لقد اتصلنا بك للمجيء من أجل أخذ إبنتك من المدرسة، لقد ألغيت كل الحصص لباقي اليوم بسبب العاصفة" ، أجاب و لكن بصوت متقطع بسبب ضعف الإرسال إثر العاصفة القوية٠
"حسناً أنا قادمة على الفور، شكراً"، أجابت لتغلق السماعة ثم تذهب لأخذ معطفها من حمالة الملابس للذهاب لأخذي٠
نادت و هي ترتدي معطفها لـ (راين) قائلة :" (راين)! هل تسمعني؟ ".
" نعم، ماذا هناك" ،أجاب بهدوء ٠
"فلترتدي معطفك ،سنذهب لأخذ أختك من المدرسة"، طلبت منه ٠
" لا أريد، أنا لست في مزاج يسمح لي بالذهاب "، رفض منها ٠
عادت إلى الغرفة بعدما أخذت مفاتيح سيارة عملها لتقول له: "لا! ستذهب معي شئت أم أبيت" ٠
تعكرت ملامحه حينها ليتقبل الوضع ثم يذهب لإرتداء شيء ما، و حينما أوشكت والدتي على الخروج إنقطع التيار الكهربائي في المنزل و حلّ الظلام بعدها فأصبحت لا ترى شيئاً، توترت لحظتها لكنها قالت بصوت عالٍ:"(راين)، هل أنت بخير؟ "٠
"نعم، أنا بخير " ،أجابها٠
"إنتظرني قليلاً سأذهب لتشغيل المولد الإحتياطي"، قالت لتجلب مصباحاً من الدرج و تذهب و تخرج من الباب الخلفي خلال المطر لتصل إلى صندوق الطاقة و تشغل المولد، معتقدةً أن (راين) سينتظرها فقط حتى عودتها لكنها كانت أكبر غلطة ندمت عليها.